إن الزواج في الإسلام عقد مبارك يجمع بين الرجل والمرأة على سنة الله ورسوله، ويعد من السنن النبوية الشريفة التي تُكمل نصف الدين، وتحصن النفس، وتعين على الطاعة وتحقق السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين. وفي عصرنا الحديث، ومع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال، أصبح من السهل على الشباب والشابات البدء في هذا المشوار المبارك من خلال تقديم طلبات الزواج إلكترونيًا، والحصول على مأذون شرعي بكل يسر.

يعد تقديم طلب زواج إلكتروني خطوة مباركة تيسر على المسلمين والمسلمات تحقيق هذا الهدف النبيل وفقًا للشريعة الإسلامية، حيث تتيح هذه الخدمة للراغبين في الزواج إتمام الإجراءات بشكل ميسر وسريع، مع الحفاظ على القيم الإسلامية واحترام العادات والتقاليد المتبعة في مجتمعاتنا.

في هذا المقال، سنتناول كيفية تقديم طلب زواج إلكتروني، وفوائد هذه الخدمة، وأهميتها في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالمودة والرحمة.

 

تعرف على متطلبات عقد الزواج 

هناك عدة متطلبات لتقديم طلب زواج إلكتروني وهي: 

1- وجود فحص طبي للسعوديين فقط. 

2- توفر الوثائق الداعمة حسب متطلبات النموذج الإلكتروني للخدمة.

3- توفير رقم وثيقة الطلاق الإلكترونية في حال كانت الزوجة مطلقة، أو توفير نسخة من صك الطلاق الورقي.

4- إذا كانت المرأة متوفى عنها زوجها يجب توفير رقم توثيق ورثة المتوفى إذا كان إلكترونياً، أو توفير نسخة من صك حصر الورثة في حال كان ورقي. 

5- توفير بيانات اطراف عقد الزواج ( الزوج – الزوجة – ولي الزوجة – أو وكلائهم – الشاهدين ).

6- يجب ان يكون عُمر جميع أطراف العقد والشهود أعلى من 18 سنة وفي حال كان عُمر الزوج أو الزوجة أقل من 18 سنة يتطلب وجود صك الموافقة على الزواج المبكر الصادر من المحكمة المختصة, وجود رقم جوال موثق في (أبشر) لجميع الأطراف.

7- ولي المرأة يجب أن يكون وفق تسلسل الولاية الشرعية للمرأة ويجب إرفاق ما يثبت انتقال الولاية من الأب إلى غيره.

8- وجود وكالة سارية المفعول في حال كون مقدم الطلب وكيل, أو إرفاق الوكالة الخارجية بعد تصديقها من وزارة العدل. 

9- إذا كانت الوثائق صادرة من خارج المملكة فتصدق من وزارة العدل وإذا كان مقدم الطلب وكيل بموجب وكالة خارجية يتم التحقق منها وفي حال عدم التحقق يتم إرفاق الوكالة في الطلب. 

وبالتالي هذه هي المتطلبات لعقد الزواج أو لتقديم طلب زواج إلكتروني. 

 

ما هي أحكام الخطبة 

للخِطبة أحكام، منها:

يحرم على المسلم أن يخطب على خطبة أخيه المسلم؛ فمَن خطب امرأة وأُجيبَ إلى ذلك، فإنه يحرم على غيره أن يخطبها حتى يُؤذن له أو يرَد، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يخطُب الرجل على خِطبة أخيه حتى ينكح أو يترُك))؛ رواه البخاري، وفي لفظٍ آخَر: ((ولا يخطُب الرَّجُلُ على خِطبة أخيه حتى يترُك الخاطب قبلَه أو يَأذَن له الخاطب))، فتدل هذه الأحاديث على تحريم خِطبة المسلم على خِطبة أخيه، لما في ذلك من الإفساد على الخاطب الأول، وإشعال العداوة بين الناس، والتعدي على حقوقهم. فإذا رُد الخاطب الأول، أو أُذِن للخاطب الثاني، أو تَرُك الخاطب الأول تلك المرأة، فجاز للثاني أن يخطبها.

من بين أحكام الخِطبة أيضًا، أن يحرم التصريح بخِطبة المرأة المعتدة من وفاة، أو من طلاق أو فسخ ونحوه. فالتصريح بخِطبة المعتدة غير جائز، ومعنى التصريح: أن يقول ما لا يحتمل غير النكاح، مثل أن يقول: أطلب زواجك، أو زوجيني نفسك، أو يقول للولي: زوجني ابنتك، أو ما أشبه ذلك، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ ﴾ [البقرة: 235]، فمَنطوق الآية نفي الجناح – وهو الإثم – في التعريض، ومفهومها ثبوت الجناح في التصريح، أما التعريض بالخطبة فمباح، وهو أن يقول مثلا: إني في مثلك لراغب; لأن التصريح لا يحتمل غير النكاح; فلا يؤمن أن يحملها الحرص على أن تخبر بانقضاء عدتها قبل انقضائها.

 

يمكن تلخيص مسألة خِطبة المرأة المعتدة في ثلاث حالات:

الأولى: تحرم خطبة المرأة المعتدَّة تصريحًا وتعريضًا، وهذا ينطبق في حق الزوجة المطلَّقة طلاقًا رجعيًّا، حيث تبقى الزوجة متعلقة بعدتها، وبالتالي لا يجوز لأحد أن يخطبها سواء بالتصريح أو التعريض.

الثانية: تجوز خطبة المرأة المعتدَّة تصريحًا وتعريضًا، وهذا ينطبق في حق الزوج الذي أبان زوجته بغير الثلاث، سواء بالطلاق على سبيل العوض أو بالفسخ.

الثالثة: تجوز خِطبة المرأة المعتدَّة تعريضًا دون تصريح، وهذا ينطبق في حالات مثل العدة بسبب وفاة الزوج أو العدة البينة بسبب الطلاق.

 

الصفات التي يجب أن تتوافر في المرأة للعزم على خطبتها: 

اعرض لكم الصفات التي يجب أن تتوفر في المرأة التي يعزم الرجل على التقدم لخطبتها. لنستمع إلى حديث النبي – صل الله عليه وسلم – الذي أوضح فيه الصفات التي يحرص الرجال عادةً على وجودها في المخطوبة. ففي الصحيحين يقول النبي – صل الله عليه وسلم -: ((تُنكَح المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدِينها، فاظفَرْ بذات الدِّين تربتْ يداك))، قال الإمام النوويّ – رحمه الله تعالى – على هذا الحديث مبينًا أهمية اختيار ذات الدين.

ذكر الإمام ابن حجر – رحمه الله تعالى – في شرحه للحديث: “المعنى أن الشخص المتدين وصاحب المروءة ينبغي أن يجعل الدين هو الهدف الأساسي في كل شيء، وخاصةً في الأمور التي تدوم صحبته فيها. لذا أرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى اختيار الزوجة المتدينة، لأنها هي الغاية المنشودة”.

وفي “سنن ابن ماجه”: ((لا تزوَّجوا النِّساء لحسنهنَّ؛ فعسى حُسنهنَّ أنْ يرديهن – أي: يهلكهنَّ – ولا تزوجوهنَّ لأموالهنَّ؛ فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوَّجوهن على الدِّين، ولأمَةٌ سوداء ذاتُ دِين أفضل)).

حريٌّ بالمؤمن التوفيق أن يحرص على اختيار الزوجة ذات الدين، ويجعل هذا المعيار نصب عينيه لما فيه من مصالح جمة. فالمال قد يذهب ويعود، وقد يفقده صاحبه، والجمال غالبًا ما يزول مع تقدم العمر، ويكون أثر المال والجمال محدودًا بين الزوجين. أما أثر الدين والأخلاق الحسنة فيمتد إلى الأولاد، وهم ثمرة الحياة الزوجية وزينة الحياة الدنيا. هذا لا يعني أن يبتعد الرجل عن الزواج بالجميلة، وإنما يُحثُّ على ألا يجعل الدين والأخلاق آخر ما يبحث عنه في المرأة التي يتقدم لخطبتها. فالمرأة المتدينة تعينه على طاعة الله، وتربي أولاده على الخير، وتحفظه في غيابه، وتعتني بماله وبيته. أما غير المتدينة فقد تلحق به الضرر في المستقبل. لذا قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: ((فاظفرْ بذات الدِّين))، فإذا اجتمع مع الدين جمال ومال وحسَب فذلك نور على نور.

ومن النصائح التي تُوجه للرجل المقبل على الزواج أن يتزوج بكرًا، وهي التي لم يسبق لها الزواج، لما في ذلك من فوائد. فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال: هلك أبي وترك سبع بنات – أو تسع بنات – فتزوجت امرأةً ثيبًا، فقال لي رسولُ الله – صل الله عليه وسلم -: ((تزوجت يا جابر؟)) فقلت: نعم، فقال: ((بكرًا أم ثيِّبًا))، قلت: بل ثيبًا، قال: ((فهلا جارية تُلاعِبها وتُلاعِبك، وتُضاحكها وتُضاحكك؟))، قال: فقلت له: إن عبدالله هلك وترك بنات، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأةً تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: ((بارك الله لك – أو قال خيرًا)).

 

الصفات التي يجب أن تتوافر في الرجل: 

هناك صفات يجب أن تتوفر في الزوج المتقدم للمرأة ينبغي الحرص على وجودها؛ ففي “سنن الترمذي” قال – صل الله عليه وسلم -: ((إذا خطَب إليكم مَن ترضَوْن دِينه وخلُقَه فزَوِّجوه، إلا تفعَلُوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض))؛ وقد حسنه الألباني.

وأن في ذلك حثًّا للرجال والنساء على الالتزام بالدين وأحكامه، والتخلق بأخلاقه، وما أجمل الدين والخلق إذا اجتمَعَا في الزوجين، وقد سبق التذكير بأهمية إظهار النصح وتقديم المشورة، في حال سؤال أحدنا عن رجل خاطب أو امرأة ستخطب، فذلك جزء من أداء الواجب للمسلم تجاه أخيه المسلم.

 

أسئلة شائعة حول تقديم طلب زواج إلكتروني 

كيف ارفع طلب زواج؟ 

يمكنك رفع طلب الزواج عن طريق تقديم طلب زواج إلكتروني رسمي للزواج في ناجز أو عبر منصات الزواج الإلكترونية المعتمدة.

كيف اقدم طلب موافقة زواج؟ 

يمكنك تقديم طلب زواج إلكتروني للموافقة على الزواج من خلال تعبئة الاستمارة المخصصة في منصة وزارة العدل الإلكترونية وتقديمها مع الوثائق المطلوبة، أو عبر الخدمات الإلكترونية المتاحة على الإنترنت.

كيف حجز موعد الزواج؟ 

يمكنك حجز موعد للزواج من خلال الاتصال بنا والتواصل معنا عبر وسائل التواصل.

كم يستغرق تدقيق عقد الزواج؟ 

مدة تدقيق عقد النكاح بعد إنشاء العقد لا تتجاوز ٤٨ ساعة، وتتفاوت تبعًا للظروف والمتطلبات الخاصة.

في الختام، يظهر تقديم طلب زواج إلكتروني كخطوة مهمة نحو تسهيل إجراءات الزواج وتوفير الوقت والجهد للأفراد. بفضل التطور التكنولوجي، أصبح من السهل الآن للأفراد تقديم طلب زواج إلكتروني وإرسال طلبات الزواج بسرعة ويسر، مما يعزز التواصل ويسهم في بناء علاقات زوجية مستقرة ومبنية على الاحترام والثقة.

لا تعليقات بعد. أضف أول تعليق


اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *